وداعاً .... عمو نبيل

دائما ما يحدث هذا الأمر .. نحب .. نشتاق.. نتعلق.. ثم .... تحول الظروف بيننا وبين لقاء من نحب, نعيش آملين فى اللقاء ولو بعد حين ونقول (مصير الحى يتلاقى), مرة أخرى اخرى تنهمر دموعى ولكنها كالعادة دموع لا يراها أحد إنها دموع أقوى من دموع العين إنها دموع دامية انها دموع القلب .

هذه المرة الأمر يختلف قليلاً , فهادم اللذات ومفرق الجماعات لم يترك لنا فرصة فى اللقاء, فقد انتقل من نحب إلى الرفيق الأعلى ...نعم وري من نتلهف للقاؤه , وري التراب,,,
لا نستطيع لقاؤه فى اليقظة, لكن عندما يزيد الشوق يكون هناك حُلماً رائعاً نلتقى فيه....ـ
صوته الهادئ الرزين, طريقة تفكيره, خواطره الرائعة ... كل هذا ينطوى على شخصية رائعة عقلانية مفكرة لها خبرة عميقة بالحياة, لم يبخل على أحد بالنصيحة لم يتوانى فى المناسبات عن تذكر أبناؤه والاطمئنان عليهم.
قبل وفاته بأيام قلائل وتحديداً فى أول أيام العيد اى قبل وفاته بأربعة أيام حوالى الساعة التاسعة صباحاً فوجئت برقمه على هاتفى فسارعت مجيباً عليه, كان صوته دافئاً قوياً فرحاً جداً ( الدكتور سمحلى أعيد عليكم بس نص ساعة بس ما اتكلمش اكتر من كده وكمان بالليل ان شاء الله هاقدر ادخل نص ساعة كمان على المنتدى)!!!ـ
ده كان آخر كلامى معاه قبيل وفاته
أردت الاتصال به مجدداً لكن ظروفى الصحية منعتنى فى ثانى وثالث أيام العيد أما فى رابع أيام العيد (اليوم السابق لوفاته) لم يكن يجيب على الهاتف فقررت الانتظار إلى يوم الغد لمعاودة الإتصال , وأنا عادة أكلمه بعد الثامنة مساءاً.
ولكن هيهات هيهات .... فهناك قدر وهناك أجل لم يمهلنى معاودة الاتصال به.
غريبة هذا اليوم اضع هاتفى بجوارى وانا نائم فتصلنى رسالة على الهاتف الساعة 4.38 دقيقة بعد العصر من احد أصدقائى استيقظت من نومى على صوت الرسالة التقطت هاتفى وفتحت الرسالة لأجد محمد قنديل (تجارة كفر الشيخ) يقول لى فى الرسالة (البقاء لله... عمو نبيل) لم ادرى ماذا أفعل!! خبر لا استطيع ماذا أقول حياله؟!! اتصلت به فوراً (محمد يا قنديل فى إيه؟ امتى الكلام ده حصل؟ - بعد العصر . إزاى امتى الكلام ده؟ ما أنا بقولك بعد العصر!! – عرفت منين؟ شاورما (محمد صلاح) هو اللى بلغنى , - طيب أنا هاكلمك تانى لأنى مش عاف اقول ايه) أغلقت الخط وأناملى تضغط أزرار الهاتف بكل قوة وسرعة لإستخراج رقم (عمو نبيل) أيوه الرقم أهه , جرس والتانى والتالت وبعد كده حد رد علي بس للأسف مكنش صوت عمو نبيل (ممكن اكلم الحاج نبيل؟ - الحاج نبيل ... البقاء لله. ايه؟!! الحاج نبيل اتوفى وأنا ابن نسيبه, - امتى الكلام ده حصل؟!! – بعد العصر وإن شاء الله هنغسله دلوقتى ونكفنه والدفن هايكون تقريباً بعد العشاء. – البقاء لله شيدوا حيلكم وادعوا له بالرحمه, سلام عليكم)ـ
قفلت الخط وكل ده وأنا لسه فى مكانى على السرير بصراحة مش قادر اتحرك, عاجز عن التفكير, مش عارف أعمل ايه؟ طب ايه اللى اقدر أقدم هوله؟ ما لقتش فى ايدي غير إنى ادخل المنتدى وبلغهم بوفاته واطلب من الجميع الدعاء له وادعى ربنا إن أكبر عدد من الأعضاء يدخلوا ويدعوا له بظاهر الغيب عسى أن يكون دعاؤهم شفيعاً له وعسى أن يخفف عنه.
حالة من الحزن, جو كئيب, لا أدرى ماذا أفعل سوى ان اقول "إنا لله وإنا إليه راجعون" ... لكن هناك بصيص أمل (فلعلى يوم الحشر ألقاك)
اللهم أغفر له وتقبله وتجاوز عنه اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم أحسن نزله ووسع مدخلهاللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلها خيرا من اهله وزوجا خيرا من زوجهاللهم ارحمه في بطن الارض واستره يوم العرض واعفو عنه وتقبله مع عبادك الصالحيناللهم ان كان محسنا فضاعف حسناته وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاتهاللهم الهم اهله وذويه الصبر والسلوان وخفف عنهم مصابهماللهم اجمعنا به فى جنات النعيم .... اللهم امين