الاثنين، نوفمبر ٢٧، ٢٠٠٦

الحلم الضائع والأمل البعيد

الحلم الضائع والأمل البعيد
لم يكن هذا الطفل كغيره من الأطفال , أنه غريب الأطوار قليلاً مختلف عن الآخرين , فهو هادئ جداً قليل البكاء كثير التركيز بلا ملل,يزحف الطفل الصغير ذو الستة أشهر من العمر حتى يصل إلى شرفة المنزل يتسلق الطاولة الموجودة بالشرفة حتى يحصل على بغيته-كيس المشابك- مشابك من البلاستيك بألوان مختلفة , من الغريب أن هذا الطفل يميز الألوان فى هذا السن المبكر ولكنه كان يفعل ذلك ويجلس بالساعات بدون صوت ولا إزعاج ويعبث بالمشابك حتى ينتهى إلى وضع كل لون منفصل على حدى , أشياء كثيرة من هذا القبيل كان يقوم بها.
لم يتفوه هذا الطفل بكلمة واحدة حتى بلغ عامان من عمره , ظنوه سيكون أخرساً لكنه على العكس تماماً فقد كان ينتظر الوقت المناسب للكلام وحينما بدأ الكلام تكلم بجمل كاملة , مخارج حروفه كلها سليمة , حصيلته من الكلمات تفوق حصيلة طفل فى الخامسة من عمره. تقفز السنوات والكل يشيد بذكاء هذا الطفل ويتوقعون له مستقبلاً باهراً يدخل الطفل المعهد الأزهرى وهو فى سن الخامسة ووالدى الطفل لا تكاد الدنيا تسعهم من فرحهم بطفلهم الذى دخل المدرسة فى سن مبكرة, يدخل الطفل المدرسة وهو يجيد القراءة والكتابة والحساب ويحفظ جزءاً من القراءن الكريم , ينبهر به مدرسوه , عرفه الجميع فى وقت قليل حتى ناظر المدرسة .
تدور الأيام ويصبح الصغير فى الصف السادس الابتدائى وكل معلميه وأيضا كل جيرانه ومن يعرفوه يتمنوا لو أن لهم طفلاً مثل هذا الطفل النابغة , ويدخل الطفل الامتحان ويتفوق بجدارة ليكون الأول على قطاع المعاهد الآزهرية ويسجد الأبوان شكراً لله على هذه النعمة الجمة وفى نفس الوقت يحقد بعض من اقرب الأقربون على هذا الطفل الصغير ويتمنى زوال هذ الذكاء منه حتى يصبح اقل من ابنائهم . إلى هنا وقد ادرك شهرزاد الصباح وستتوقف قليلا ثم تعود للكتابة مرة أخرى بإذن الله

ليست هناك تعليقات: